فصل: السنة الثانية من خلافة الحافظ عبد المجيد

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


 السنة الثانية من خلافة الحافظ عبد المجيد

فيها توفي أحمد بن حامد بن محمد أبو نصر المستوفي المعروف بالعزيز عم العماد الكاتب‏.‏

قبض عليه الأنساباذي وزير طغرل وسلمه إلى بهروز الخادم فحمله إلى تكريت فقتل بها‏.‏

وكان من رؤساء الأعاجم ولد بأصبهان وهو من بيت كتابة وفضل‏.‏

وفيها توفي الملك تاج الملوك بوري بن ظهير الدين طغتكين صاحب دمشق‏.‏

ولي أمر دمشق بعد موت أبيه الأتابك طغتكين في سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة‏.‏

وكان حليمًا شجاعًا شهمًا‏.‏

قتل أبا علي المزدقاني وجماعة كثيرة من الإسماعيلية‏.‏

قال ابن عساكر‏:‏ بعث إليه الإسماعيلية برجلين فضرباه بالسكاكين وهو قد خرج من الحمام فأثر فيه بعض الأثر وأقام ينتقض عليه الجرح تارة ويندمل تارة إلى أن مات في شهر رجب بعد سنين‏.‏

ولما احتضر أوصى إلى ولده شمس الملوك إسماعيل فولي بعده‏.‏

وكانت ولاية بوري على دمشق ثلاث سنين وشهورًا‏.‏

وفيها توفي عبد الكريم بن حمزة بن الخضر المحدث الفاضل ابن محمد السلمي الدمشقي سمع الكثير وتوفي بدمشق‏.‏

وأنشد لأبي القاسم العجلي قوله‏:‏ البسيط الضيف مرتحل والمال عارية وإنما الناس في الدنيا أحاديث فلا تغرنك الدنيا وزهرتها فإنها بعد أيام مواريث واعمل لنفسك خيرًا تلق نائله فالخير والشر بعد الموت مبثوث وفيها توفي علي بن عبد الله بن نصر بن عبيد الله بن سهل الإمام أبو الحسن ابن الزاغوني شيخ الحنابلة ببغداد‏.‏

سمع الكثير بنفسه ونسخ بخطه‏.‏

وولد سنة خمس وخمسين وأربعمائة‏.‏

وكان إمامًا فقيهًا متبحرًا في الأصول والفروع متقنًا واعظًا شاعرًا‏.‏

وفيها توفي أحمد بن عبيد الله بن كادش الإمام المحدث أبو العز العكبري مات في جمادى الأولى وله تسعون سنة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وسبع أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وعشر أصابع‏.‏

السنة الثالثة من خلافة الحافظ عبد المجيد وهي سنة سبع وعشرين وخمسمائة‏.‏

فيها خطب لمسعود بن محمد شاه بن ملكشاه السلجوقي ببغداد ومن بعده لابن أخيه داود وخلع عليهما وعلى آق سنقر الأحمد يلي‏.‏

وفيها أخذ شمس الملوك بن تاج الملوك بوري بن الأتابك طغتكين صاحب دمشق بانياس من يد الفرنج‏.‏

وفيها توفي أحمد بن عمار أبو عبد الله الحسيني العالم الفاضل الفصيح الكوفي‏.‏

قدم بغداد ومدح الوزير ابن صدقة‏.‏

ومن شعره‏:‏ السريع وشادن في الشرب قد أشربت وجنته ما مج راووقه ما شبهت يومًا أباريقه بريقه إلا أبى ريقه قلت‏:‏ وهذا يشبه قول القائل مواليًا ولم أثر من السابق لهذا المعنى‏:‏ قم اسقني ما تبقى في أباريق أما ترى الصبح قد لاحت أباريق مع شادن قد روق سقاريق يسقي المدام وإن عزت سقا ريق وقريب من هذا لشخص كان بخدمتي يسمى بدر الدين حسن الزركشي رحمه الله‏:‏ أفدي مهفهف وقد روق دواريق بالسقم داوى لقلبي من دوا ريق ذا ساحر اللحظ قد صفت نماريق مزج المدام بخضرا من نماريق وفيها توفي محمد بن أحمد بن محمد بن صاعد القاضي أبو سعيد النيسابوري‏.‏

ولد بنيسابور وقدم بغداد وكان رئيس نيسابور وقاضيها وله دنيا واسعة ومنزلة تامة عند الخاص والعام‏.‏

ومات في ذي الحجة بنيسابور‏.‏

وكان فقيهًا نبيلا ثقة‏.‏

‏.‏

وفيها توفي محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم الإمام المحدث الفرضي أبو بكر المزرفي سمع وفيها توفي أبو خازم محمد ابن القاضي أبي يعلى بن الفراء الحنبلي الفقيه الصالح‏.‏

مات في صفر وهو من بيت علم وفضل‏.‏

وفيها توفي الفقيه العلامة أسعد بن أبي نصر الميهني شيخ الشافعية في عصره وعالمهم مات في هذه السنة في قول الذهبي‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وخمس وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وخمس عشرة إصبعًا‏.‏

السنة الرابعة من خلافة الحافظ عبد المجيد وهي سنة ثمان وعشرين وخمسمائة‏.‏

فيها عاد طغرل إلى همذان ومالت العسكر إليه وانحل أمر أخيه مسعود‏.‏

طغرل كلاهما ولد محمد شاه بن ملكشاه السلجوقي‏.‏

وفيها خرج شمس الملوك صاحب دمشق يتصيد وانفرد من عسكره فوثب عليه أحد مماليك جده طغتكين يعرف بإيلبا‏.‏

وضربه بالسيف ضربة هائلة فانقلب السيف من يده فرمى بنفسه إلى الأرض وضربه أخرى فوقعت في عنق الفرس وحال بينهما الفرس فانهزم إيلبا‏.‏

وعاد شمس الملوك إلى دمشق سالمًا ورتب الغلمان في طلب إيلبا حتى ظفروا به‏.‏

فلما جاءوا به إليه قال‏:‏ ما الذي حملك على قتلي قال‏:‏ لم أفعله إلا تقربًا إلى الله لظلمك الناس‏.‏

ثم قرره فأقر على جماعة فجمع شمس الملوك الجميع وقتلهم صبرًا بين يديه‏.‏

ولم يكفه قتلهم حتى اتهم أخاه سونج فجعله في بيت وسد عليه الباب حتى مات‏.‏

ثم بعد ذلك بالغ في سفك الدماء والظلم والأفعال القبيحة إلى أن أخذه الله حسب ما يأتي ذكره‏.‏

وفيها أيضًا وقع الخلف بين ولدي الخليفة صاحب الترجمة وهما أبو علي الحسن المقتول بالسم المقدم ذكره في ترجمة أبيه وهو كان ولي العهد بعد سليمان وبين أخيه أبي تراب حيدرة وكان ذلك بحضرة والدهم الحافظ بمصر‏.‏

وانقسم العسكر فرقتين أحدهما على مذهب السنة والثاني على مذهب الرافضة ووقع بينهم القتال فكان النصر لولي العهد وأباد الحسن من تبع أخاه من السودان والأمراء بالقتل‏.‏

وبعد هذا كان ركوب الأمراء بين القصرين على الحافظ لطلب حسن هذا حتى قتله أبوه الحافظ بالسم الذي صنعه ابن قرقة اليهودي وقد تبين ذكر ذلك كله مفصلا في ترجمة الحافظ‏.‏

وفيها توفي أحمد بن إبراهيم الشيخ الإمام أبو الوفاء الفثروزأباذي - وفيروزاباذ‏:‏ أحد بلاد فارس - وقد تقدم الكلام على أن كل اسم بلد فيها باذ فهو بالتفخيم - كان إمامًا محدثًا سمع الكثير وخدم مشايخ الصوفية وكان حافظًا لسيرهم وأشعارهم وكان يسقى الغناء ويقود لعبد الوهاب الأنماطي‏:‏ إني لأدعو لك وقت السماع‏.‏

وكان الأنماطي يتعجب ويقول‏:‏ أليس هذا يعتقد أن ذلك وقت إجابة‏!‏ وكانت وفاته في صفر وحضر جنازته خلق كثير وكان صالحًا دينًا‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن محمد بن أبي بكر الشاشي كان فقيهًا مفتيًا مناظرًا ظريف الشمائل حسن العبارة ويعظ وينشئ الكلام المطابق المجانس‏.‏

ومن شعره‏:‏ الدوبيت الدمع دمًا يسيل من أجفاني إن عشت مع الفراق ما أجفاني سجني شجني وحالتي سجاني والعادل بالملام قد سجاني والذكر لهم يزيد في أشجاني والنوح مع الحمام قد أشجاني ضاقت ببعاد منيتي أعطاني والبين به الهموم قد أعطاني وفيها توفي علي بن محمد الأديب أبو الحسن العنبري ويقال له‏:‏ ابن دواس القناء‏.‏

كان شاعرًا فصيحًا‏.‏

أصله من البصرة وسكن واسطًا وبها مات‏.‏

ومن شعره من أول قصيدة‏:‏ البسيط هل أنت منجزة بالوصل ميعادي أم أنت مشمتة بالهجر حسادي وفيها توفى محمد بن عبد الله بن تومرت الأمير أبو عبد الله المنعوت بالمهدي الهرغي صاحب دعوة عبد المؤمن بن علي‏.‏

كان ابن تومرت هذا ينسب إلى الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - وأصله من جبل السوس من أقصى بلاد المغرب ونشأ هناك ثم رحل في شبيبته إلى العراق وغيره وسمع الحديث وتنسك وهجر لذات الدنيا ثم عاد إلى المغرب وانتهى إلى بجاية فكسر بها آلات اللهو وأهرق الخمور‏.‏

ثم خرج منها إلى قرية يقال لها ملالة فرأى بها عبد المؤمن بن علي فتفرس فيه النجابة وسأله عن نسبه حتى عرفه عبد المؤمن‏.‏

فقال له‏:‏ أنت بغيتي‏.‏

وقال ابن تومرت هذا لأصحابه‏:‏ هذا الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ إن الله تعالى ينصر هذا الدين برجل من قيس سليم ‏"‏ واستبشر به ابن تومرت هذا‏.‏

ثم وقع له مع ملوك المغرب وقائع وأمور يطول شرحها حتى ملك عدة بلاد‏.‏

وكان ابتداء أمره في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة - وقيل‏:‏ سنة أربع عشرة وخمسمائة - ومولده في يوم عاشوراء سنة خمس وثمانين وأربعمائة‏.‏

ومات في هذه السنة وقال ابن خلكان‏:‏ في سنة أربع وعشرين‏.‏

والله أعلم‏.‏

ومن شعره‏:‏ المتقارب أخذت بأعضاءهم إذ نأوا وخلفك القوم إذ ودعوا فكم أنت تنهى ولا تنتهي وتسمع وعظًا ولا تسمع فيا حجر الشحذ حتى متى تسن الحديد ولا تقطع تجرد من الدنيا فإنك إنما سقطت على الدنيا وأنت مجرد وكان يتمثل أيضًا بقول المتنبي‏:‏ الوافر إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم سبع أذرع وخمس عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وثلاث وعشرون إصبعًا‏.‏

السنة الخامسة من خلافة الحافظ وهي سنة تسع وعشرين وخمسمائة‏.‏

فيها توفي شمس الملوك إسماعيل بن تاج الملوك بوري ابن الأتابك ظهير الدين طغتكين صاحب دمشق‏.‏

كانت ساءت سيرته وصادر الناس وأخذ أموالهم وسفك الدماء وظهر منه شح زائد وقتل مماليك أبيه وجده‏.‏

وقد ذكرنا من أخباره في السنة الماضية تبيين ذلك‏.‏

وزاد ظلمه حتى كتب أهل دمشق إلى زنكي بن آق سنقر بالمسير إليهم‏.‏

فقيل‏:‏ إنه مات قبل وصول زنكي وفيها توفي دبيس بن صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأمير أبو الأغر الأسدي‏.‏

أصله من بني أسد - وقيل‏:‏ من بني خفاجة - وأول من ظهر من بيته جده الأكبر مزيد في أيام بني بويه ومات مزيد فقام علي ولده مقامه وكان عائنًا ما وقعت عينه على شيء إلا هلك‏.‏

ثم قام بعده ابنه دبيس ثم منصور فجرى من منصور في الخليفة القائم بأمر الله ما جرى‏.‏

ثم مات منصور وخلف ابنه صدقة فخدم ملكشاه السلجوقي ثم خالف ابنه بركياروق فقتله بركياروق‏.‏

وقام بعده ابنه دبيس صاحب الترجمة وكان شر أهل بيته يرتكب الكبائر ويفعل العظائم ولقي منه الخليفة والمسلمون شرورًا كثيرة وأبطل الحج وأباح الفروج في شهر رمضان‏.‏

وكانت أيامه سبعًا وستين سنة إلى أن قتله السلطان مسعود السلجوقي صبرًا في ذي الحجة‏.‏

وكان دبيس المذكور كثيرًا ما ينشد‏:‏ الكامل إن الليالي للأنام مناهل تطوى وتبسط بينها الأعمار فقصارهن مع الهموم طويلة وطوالهن مع السرور قصار وكان قتله بالمراغة‏.‏

وفيها توفي الخليفة أمير المؤمنين المسترشد بالله أبو منصور الفضل ابن الخليفة المستظهر بالله أحمد ابن الخليفة المقتدي بالله عبد الله ابن الأمير محمد الذخيرة ابن الخليفة القائم بأمر الله العباسي الهاشمي البغدادي‏.‏

بويع بالخلافة بعد موت أبيه في شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وخمسمائة‏.‏

ومولده في حدود سنة خمس وثمانين وأربعمائة‏.‏

وأمه أم ولد تسمى لبابة‏.‏

وكان شهمًا شجاعًا ذا همة ومعرفة وعقل وكان مشتغلا بالعبادة سالكًا في الخلافة سيرة القادر‏.‏

قرأ القرآن وسمع الحديث وقال الشعر ومن شعره‏:‏ الطويل أنا الأشقر الموعود بي في الملاحم ومن يملك الدنيا بغير مزاحم ومات قتيلا‏.‏

وكان سبب ذلك أنه خرج لقتال مسعود بن محمد شاه بن ملكشاه السلجوقي فخالف عليه عسكره فانكسر وأسر‏.‏

فراسل سنجر شاه عم مسعود يلوم مسعودًا فرجع مسعود عن قتاله وضرب له السرادق فنزل المسترشد هذا فيه‏.‏

ثم وصل رسول سنجر شاه إلى الخليفة ومعه سبعة عشر نفرًا من الباطنية فركب مسعود لتلقي رسول عمه سنجر شاه ومعه العسكر فسبقت الباطنية في زي الغلمان ودخلوا على الخليفة وضربوه بالسكاكين حتى قتلوه وقتلوا من كان عنده وعادت العساكر فأحدقت بالسرادق وخرج الباطنية والسكاكين بأيديهم فيها الدم فمالت العساكر عليهم فقتلوهم وأحرقوهم‏.‏

وغطي الخليفة بسندسة خضراء لفوه فيها ودفن على حاله بباب مراغة‏.‏

وكان قتله في سابع عشر ذي القعدة وعمره خمس وأربعون سنة وخلافته سبع عشرة سنة وثمانية أشهر وأيام‏.‏

وبويع بالخلافة بعده ابنه أبو جعفر أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وأربع وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وثلاث أصابع‏.‏

السنة السادسة من خلافة الحافظ عبد المجيد وهي سنة ثلاثين وخمسمائة‏.‏

فيها خلع الخليفة الراشد بالله أبو جعفر منصور بن المسترشد المقدم ذكره لأمور وقعت بينه وبين السلطان سنجر شاه وابن أخيه السلطان مسعود وقطع خطبته‏.‏

وكاتب الخليفة زنكي بن آق سنقر وأطمعه في الملك وقال‏:‏ يكون السلطان ألب أرسلان بن محمود بن محمد شاه بن ملكشاه وأنت تكون أتابكه فكان هذا أول سبب الفتنة وخرج الخليفة من بغداد ووقع له أمور آلت إلى خلعه‏.‏

قال صدقة الحداد الحنبلي في تاريخه‏:‏ إن الوزير أبا القاسم بن طراد صدر محضرًا على الراشد فيه أنواع من الكبائر ارتكبها من الفسق والفجور ونكاح أمهات أولاد أبيه وأخذ أموال الناس وسفك الدماء وأنه فعل أشياء لا يجوز أن يكون معها إمامًا‏.‏

فتوقف الشهود فهددهم ابن طراد وقال‏:‏ علمتم صحة هذا فما المانع من إقامة الشهادة‏!‏ فشهدوا‏.‏

وكان السلطان مسعود قد جمع القضاة والشهود والأعيان وأخرج لهم نسخة يمين كانت بينه وبين الراشد أخذها عليه بخطه‏:‏ متى حشدت أو حاذيت وجذبت سيفًا في وجه مسعود فقد خلعت نفسي من هذا الأمر وفيها خطوط القضاة والشهود بذلك‏.‏

فحكم القضاة حينئذ بخلعه فخلع في يوم الاثنين ثامن عشر ذي القعدة‏.‏

وولوا المقتفي محمد ابن المستظهر أخ المسترشد عم الراشد هذا وحبس الراشد إلى أن مات حسب ما يأتي ذكره إن شاء الله في محله‏.‏

وفيها توفي القاسم بن عبد الله بن القاسم القاضي شمس الدين الشهرزوري أخو القاضي كمال الذين الشهرزوري ولي قضاء الموصل وكان يعظ وله قبول حسن وللناس فيه اعتقاد‏.‏

وفيها توفي يوسف بن فيروز حاجب شمس الملوك إسماعيل‏.‏

كان مماليك طغتكين حقدوا عليه لأنه هو الذي أشار على شمس الملوك بقتل إيلبا الذي ضرب شمس الملوك بالسيف حسب ما ذكرناه فاتفقوا على قتله فالتقاه بزواش الأتابكي عند المسجد الجديد فضربه بالسيف على وجهه فقتله في جمادى الآخرة‏.‏

وفيها توفي الإمام العلامة أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور بن قيس الغساني المالكي النحوي‏.‏

كان إمامًا فقيهًا عالمًا نحويًا حلق ودرس سنين وأقرأ النحو وقصده الناس وانتفع به خلق كثير‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ السنة السابعة من خلافة الحافظ وهي سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة‏.‏

فيها أرسل السلطان مسعود طالب الخليفة المقتفي لأمر الله العباسي وحواشيه بمائة ألف دينار‏.‏

فبعث إليه المقتفي يقول‏:‏ ما رأيت أعجب من أمرك‏!‏ أنت تعلم أن أخي المسترشد سار من بغداد إليك بأمواله فوصل الكل إليك ورجع أصحابه بعد قتله عراة وولي ابن أخي الراشد ففعل ما فعل ثم رحل وأبقى أمواله وخزائنه في الدار فأخذت الجميع‏.‏

وأما الناس فإني عاهدت الله أني لا آخذ لأحد شيئًا وقد أخذت أنت أيضًا الجوالي والتركات فمن أي وجه أقيم لك هذا المال‏!‏‏.‏

وفيها تتبع المقتفي القوم الذين أفتوا بفسق الراشد وكتبوا المحضر وعاقب من استحق العقوبة وعزل من يستحق العزل ونكب الوزير شرف الدين علي بن طراد‏.‏

وقال المقتفي‏:‏ إذا فعلوا هذا مع غيري فهم يفعلونه معي واستصفى أموال الزينبي واستوزر عوضه سديد الدولة بن الأنباري وكان كاتب الإنشاء‏.‏

وفيها توفي مرشد بن علي بن المقلد بن نصر بن منقذ الأمير أبو سلامة صاحب شيزر‏.‏

كان عارفًا بفنون العلوم والآداب صالحًا كثير العبادة والتلاوة‏.‏

وكان أخوه نصر ولاه شيزر فتركها وقال‏:‏ لا أدخل في الدنيا وولاها أخاه سلطان بن علي‏.‏

وسافر البلاد وكان له يد طولى في العربية والمكاتبة والشعر‏.‏

كان كثير الصوم شديد البأس والنجدة في الحرب حسن الخط كتب بخطه سبعين ختمة وكان له شعر‏.‏

وفيها توفي بدران بن صدقة بن منصور وهو من بني مزيد ولقبه شمس الدولة‏.‏

ولما فعل أخوه دبيس ما فعل بالعراق وتغيرت أحواله خرج إلى مصر فأكرمه صاحبها الحافظ صاحب الترجمة‏.‏

وكان أديبًا فاضلا مات في هذه السنة‏.‏

وفيها توفي إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر النيسابوري الإمام القارئ مات في شهر رمضان‏.‏

وكان رأسًا في علم القرآن وغيره‏.‏

وفيها توفي الحافظ أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني الحافظ المحدث المشهورة سمع الكثير وكتب وصنف وحدث وروى عنه غير واحد‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ست أذرع سواء‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وست عشرة إصبعًا‏.‏

السنة الثامنة من خلافة الحافظ عبد المجيد فيها توفي أحمد بن محمد بن أحمد الشيخ أبو بكر الدينوري الحنبلي‏.‏

تفقه على أبي الخطاب الكلوذائي وبرع في الفقه والمناظرة‏.‏

ومات في جمادى الأولى ودفن قريبًا من الإمام أحمد بن محمد بن حنبل‏.‏

رضي الله عنه‏.‏

وفيها توفي الوزير أنوشروان بن خالد بن محمد أبو نصر القاشاني القيني وقين‏:‏ قرية من قرى قاشان وزر للمسترشد الخليفة وللسلطان مسعود السلجوقي‏.‏

وكان مهيبًا عاقلا فاضلا‏.‏

وهو كان السبب في عمل الحريري المقامات التي أنشأها‏.‏

حكي أن الحريري كان جالسًا بمسجد ببني حرام وهي محلة من محال البصرة إذ دخل شيخ ذو طمرين عليه أهبة السفر رث الثياب‏.‏

فاستنطقه الحريري فإذا هو فصيح اللهجة حسن العبارة‏.‏

فسأله من أين الشيخ فقال‏:‏ من سروج‏.‏

قال‏:‏ فما كنيته قال‏:‏ أبو زيد‏.‏

فعمل الحريري المقامة الحرامية بعد قيامه من ذلك المجلس‏.‏

هكذا قال صاحب مرآة الزمان‏.‏

قلت‏:‏ ولعل الحريري كان سمع به قبل ذلك وما اجتمع به فإن الذهبي قال عن أبي زيد السروجي‏:‏ إنه رجل مكد لحوح فصيح العبارة يسمى المطهر ابن سلار‏.‏

وكان الوزير أنوشروان كريمًا جوادًا ذا همة عالية وإقدام‏.‏

ومات في شهر رمضان‏.‏

رحمه الله‏.‏

وفيها توفي المسند بدر بن عبد الله أبو النجم سمع الحديث الكثير ومات في شهر رمضان عن ثمانين سنة ببغداد‏.‏

وكان سليم الباطن‏.‏

طلب منه أصحاب الحديث إجازة فقال‏:‏ كم تستجيزون‏!‏ ما بقي عندي إجازة‏.‏

وفيها توفي الأمير البقش السلاحي‏.‏

كان أميرًا كبيرًا ناب عن السلطان في ممالك ثم توهم السلطان منه وقبض عليه وحبسه بقلعة تكريت ثم أمر بقتله فغرق نفسه في دجلة فأخرج من الماء وقطع رأسه وحمل إلى السلطان‏.‏

وفيها توفي الحسين بن تلمش بن يزدمر أبو الفوارس التركي الصوفي البغدادي‏.‏

كان شاعرًا‏.‏

ومن شعره‏:‏ الخفيف أتمنى أني أكون مريضًا علها أن تعود في العواد فتراها عيني فيذهب عني ما أقاسيه من جوى في فؤادي وفيها توفي محمد بن عبد الملك بن محمد الشيخ أبو الحسن الكرجي‏.‏

كان محدثًا فقيهًا شاعرًا شافعي المذهب وصنف في مذهبه‏.‏

وكان كريمًا جوادًا‏.‏

ومن شعره‏:‏ الوافر تناءت داره عني ولكن خيال جماله في القلب ساكن إذا امتلأ الفؤاد به فماذا يضر إذا خلت منه المساكن وفيها توفي الخليفة الراشد بالله أبو جعفر منصور ابن الخليفة المسترشد بالله أبي منصور الفضل ابن الخليفة المستظهر بالله أحمد ابن الخليفة المقتدي بأمر الله عبد الله ابن الأمير ذخيرة الدين محمد ابن الخليفة القائم بأمر الله عبد الله العباسي الهاشمي‏.‏

بويع بالخلافة بعد قتل أبيه المسترشد في ذي القعدة سنة تسع وعشرين وخمسمائة‏.‏

ومولده في سنة اثنتين وخمسمائة‏.‏

وخرج بعد خلافته بمدة إلى الموصل لقتال مسعود وغيره فخذله أصحابه فقبض السلطان مسعود عليه وخلعه من الخلافة حسب ما ذكرناه في سنة ثلاثين وخمسمائة وحبسه إلى أن قتله في هذه السنة‏.‏

وأمه أم ولد حبشية يقال لها أم السادة‏.‏

ويقال‏:‏ إن الراشد هذا ولد مسدودًا فأحضر أبوه المسترشد الأطباء فأشاروا أن يفتح له مخرج بآلة من ذهب ففعل به ذلك فنفع‏.‏

وحكي عن الراشد هذا أيضًا أن والده أعطى له عدة جوار وعمره أقل من تسع سنين وأمرهن أن يلاعبنه وكانت فيهن جارية حبشية فحملت من الراشد فلما ظهر الحمل وبلغ المسترشد أنكره لصغر سن ولده الراشد وسألها فقالت‏:‏ والله ما تقدم إلى غيره وإنه احتلم‏.‏

فسأل باقي الجواري فقلن كذلك‏.‏

ووضعت الجارية صبيًا وسمي أمير الجيش‏.‏

وقيل لأبيه‏:‏ إن صبيان تهامة يحتلمون لتسع وكذلك نساؤهم‏.‏

وكانت قتلة الراشد هذا في شهر رمضان من هذه السنة بظاهر أصبهان‏.‏

وقال الذهبي‏:‏ إن قتلته كانت في الجالية‏.‏

والله أعلم‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ السنة التاسعة من خلافة الحافظ عبد المجيد وهي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة‏.‏

فيها كانت زلزلة عظيمة أهلكت مائتي ألف وثلاثين ألف إنسان قاله صاحب مرآة الزمان‏.‏

وقال ابن القلانسي‏:‏ إنها كانت بالدنيا كلها وإنما كانت بحلب أعظم جاءت ثمانين مرة ورمت أسوار البلد وأبراج القلعة وهرب أهل البلد إلى ظاهرها‏.‏

وفيها توفي إسماعيل بن محمد بن أحمد الشيخ الأديب أبو طاهر الرناني‏.‏

كان شاعرًا فصيحًا مترسلا‏.‏

وفيها توفي علي بن أفلح الرئيس أبو القاسم الكاتب البغدادي‏.‏

كان عالمًا فاضلا كاتبًا شاعرًا‏.‏

تقدم عند الخليفة المسترشد حتى إنه لقبه جمال الملك وأعطاه الذهب ورتب له الرواتب‏.‏

ثم بلغه عنه أنه كاتب دبيسًا فأراد القبض عليه فهرب إلى تكريت واستجار ببهروز الخادم فشفع فيه فعفا عنه الخليفة‏.‏

ومن شعره‏:‏ البسيط دع الهوى لأناس يعرفون به قد مارسوا الحب حتى لان أصعبه بلوت نفسك فيما لست تخبره والشيء صعب على من لا يجربه وفيها توفي الأمير محمود بن تاج الملوك بوري بن الأتابك ظهير الدين طغتكين الملك شهاب الدين صاحب دمشق‏.‏

ولي دمشق مكان أبيه - قلت‏:‏ ولعله ولي بعد أخيه شمس الملوك إسماعيل‏.‏

والله أعلم - ولما ولي إمرة دمشق ساءت سيرته فاستوحش منه جماعة من أمرائه واتفقوا على قتله مع يوسف الخادم والبقش الأرمني‏.‏

وكانا ينامان حول سريره وساعدهما عنبر الفراش الخركاوي على ذلك‏.‏

فلما كان ليلة الجمعة ثالث عشرين شوال ذبحوه على فراشه وخرجوا هاربين فظفروا بهم وأخذوا يوسف وعنبرًا فصلبا وهرب البقش‏.‏

وكتب الأمراء إلى أخي محمود هذا وهو محمد بن بوري بن طغتكين وكان ببعلبك وكان صبيًا لم يبلغ الحلم فجاء مسرعًا ودخل دمشق فملكوه ولقبوه جمال الدين‏.‏

وانتهى الخبر إلى خاتون صفوة الملك والدة محمود المقتول فراسلت الأمير عماد الدين زنكي بن آق سنقر تعرفه الحال وتطلب منه أخذ الثأرة فجاء إلى دمشق وملكها بالأمان ثم غدر بهم وأمر بقتلهم وصلبهم‏.‏

قلت‏:‏ وعماد الدين زنكي هذا هو والد السلطان نور الدين محمود بن زنكي المعروف بالشهيد‏.‏

وفيها توفي الشيخ الإمام المقرئ أبو العباس أحمد بن عبد الملك بن أبي جمرة‏.‏

كان عالمًا فاضلا سمع الحديث وروى عنه غير واحد وهو آخر من روى بالإجازة عن أبي عمرو الداني‏.‏

الماء القديم خمس أذرع وأربع عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وخمس أصابع‏.‏

السنة العاشرة من خلافة الحافظ وهي سنة أربع وثلاثين وخمسمائة‏.‏

فيها قتل الأمير جوهر خادم السلطان سنجر شاه بن ملكشاه السلجوقي‏.‏

كان خادما حبشيًا حاكمًا في الدول‏.‏

قتله باطني جاءه في صورة امرأة فاستغاث به فوقف له جوهر لأخذ ظلامته فرمى الإزار ووثب عليه وقتله فقتلته خدم جوهر في الوقت‏.‏

وعز على سنجر شاه قتله وحزن عليه‏.‏

وفيها توفي يحيى بن علي بن عبد العزيز القاضي الزكي أبو الفضل قاضي دمشق وهو جد ابن عساكر لأمه‏.‏

تفقه على أبي بكر الشاشي ببغداد وتفقه بدمشق على القاضي المروزي ومات بدمشق في هذه السنة‏.‏

وقال الذهبي‏:‏ في الآتية وكان إمامًا فاضلا عالمًا‏.‏

رحمه الله‏.‏

وفيها توفي الأمير جمال الدين محمد ابن الأمير تاج الملوك بوري ابن الأتابك ظهير الدين طغتكين صاحب دمشق‏.‏

كان ملك دمشق بعد قتل أخيه محمود فلم تطل مدته وحضر الأمير زنكي بن آق سنقر وأخذ دمشق منه واستولى عليها حسب ما ذكرناه‏.‏

ومات في شعبان ولم أدر أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ست أذرع وثماني عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وسبع عشرة إصبعًا وشرقت البلاد‏.‏

السنة الحادية عشرة من خلافة الحافظ وهي سنة خمس وثلاثين وخمسمائة‏.‏

فيها نقل الخليفة المقتفي لآمر الله العباسي المظفر بن محمد بن جهير من الأستادارية إلى الوزر‏.‏

قلت‏:‏ وهذا أول ما سمعنا بوظيفة الأستادارية في الدول‏.‏

وفيها توفي محمد بن عبد الباقي الشيخ الإمام أبو بكر الأنصاري‏.‏

هو من ولد كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين خلفوا‏.‏

كان إمامًا عالمًا‏.‏

وكان إذا سئل عن مولده يقول‏:‏ أقبلوا على شأنكم لا ينبغي لأحد أن يخبر عن مولده إن كان صغيرًا يستحقرونه وإن كان كبيرًا يستهرمونه‏.‏

وكان ينشد‏:‏ الكامل لي مدة لا بد أبلغها فإذا انقضت وتصرمت مت لو عاندتني الأسد ضارية ما ضر بي ما لم يجى الوقت وفيها توفي الشيخ الإمام حافظ عصره أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الطلحي الأصبهاني التيمي‏.‏

ولد سنة تسع وخمسين وأربعمائة وسافر البلاد وسمع الكثير وبرع في فنون وكان إمامًا في التفسير والحديث والفقه واللغة وهو أحد الحفاظ المتقنين‏.‏

ومات بأصبهان في يوم عيد النحر‏.‏

وفيها توفي الشيخ الإمام الفقيه المحدث أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري السرقسطي مات بمكة في المحرم‏.‏

وفيها توفي القدوة الصالح الواعظ أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني الواعظ المفسر‏.‏

كان إمامًا فاضلا وله لسان حلو في الوعظ وللناس فيه محبة وعليه القبول‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ست أذرع سواء‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا واثنتا عشرة إصبعًا‏.‏

السنة الثانية عشرة من خلافة الحافظ عبد المجيد وهي سنة ست وثلاثين وخمسمائة‏.‏

فيها توفي شيخ الإسلام الحسام عمر بن عبد العزيز بن مازة إمام الحنفية ببخارى وصدر الإسلام‏.‏

كان علامة عصره وكانت له الحرمة العظيمة والنعمة الجليلة والتصانيف المشهورة وكان الملوك يصدرون عن رأيه‏.‏

ولما عزم سنجر شاه بن ملكشاه على لقاء الخطا أخرجه معه وفي صحبته من الفقهاء والخطباء والوعاظ والمطوعة ما يزيد على عشرة آلاف نفر فقتلوا في المصاف عن آخرهم وأسر الحسام هذا وأعيان الفقهاء‏.‏

فلما فرغ المصاف أحضرهم ملك الخطا وقال‏:‏ ما الذي دعاكم إلى قتال من لم يقاتلكم والإضرار بمن لم يضركم وضرب أعناق الجميع‏.‏

وانهزم سنجر شاه في ست أنفس وأسرت زوجته وأولاده وأمه وهتك حريمه وقتل عامة أمرائه‏.‏

قال صاحب مرآة الزمان‏:‏ وقتل مع سنجر شاه اثنا عشر ألف صاحب عمامة كلهم رؤساء وكان يومًا عظيمًا لم ير مثله في جاهلية ولا إسلام وكانت قتلة ابن مازة المذكور في صفر‏.‏

وفيها توفي الشيخ الإمام أبو سعد أحمد بن محمد بن الشيخ علي بن محمود الزوزني الصوفي‏.‏

كان إمامًا عالمًا فاضلا رأسًا في علم التصوف‏.‏

مات ببغداد في شعبان‏.‏

وفيها توفي الشيخ العارف بالله أبو العباس أحمد ابن محمد بن موسى الصنهاجي الأندلسي المالكي العالم الصوفي‏.‏

كان ممن جمع بين علمي الشريعة والحقيقة‏.‏

وفيها توفي الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي مات ببغداد في ذي القعدة‏.‏

وكان حافظًا مفتنًا سمع الكثير وسافر البلاد وكتب وحصل وحدث روى عنه غير واحد‏.‏

وفيها توفي شرف الإسلام عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي الفقيه الحنبلي الواعظ‏.‏

كان رأسًا في الوعظ مشاركًا في فنون كثيرة‏.‏

ومات بدمشق‏.‏

وفيها توفي الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي المازري المالكي الحافظ المحدث المشهور مات في شهر ربيع الأول وله ثلاث وثمانون سنة‏.‏

وكان إمامًا حافظًا متقنًا عارفًا بعلوم الحديث وسمع الكثير وسافر البلاد وكتب الكثير‏.‏

وفيها توفي إمام جامع دمشق أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن طاوس‏.‏

كان رجلا فقيهًا صالحًا ورعًا حسن القراءة أم سنين بجامع دمشق ومات بها‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي أبو سعد أحمد بن محمد ابن الشيخ علي بن محمود الزوزني الصوفي ببغداد في شعبان‏.‏

وأبو العباس أحمد بن محمد بن موسى ابن عطاء الله بن العريف الصنهاجي الأندلسي العارف‏.‏

والحافظ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي ببغداد في ذي القعدة‏.‏

والفقيه أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري البيهقي في شعبان‏.‏

وأبو الحكم عبد السلام بن عبد الرحمن بن أبي الرجال وقد تغير‏.‏

وشرف الإسلام عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي الحنبلي الواعظ بدمشق‏.‏

وأبو حفص عمر بن العزيز بن مازة شيخ الحنفية بما وراء النهر قتل صبرًا في صفر‏.‏

وأبو عبد الله محمد بن علي المازري المالكي الحافظ في شهر ربيع الأول وله ثلاث وثمانون سنة‏.‏

وأبو الكرم نصر الله بن محمد بن محمد بن مخلد بن الجلخت بواسط في ذي الحجة‏.‏

وإمام جامع دمشق أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن طاوس‏.‏

وأبو محمد يحيى بن علي بن الطراح المديني في رمضان‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وخمس أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وإحدى عشرة إصبعًا‏.‏